من وجهة نظر لمى
مرّ شهر على عملي مع السيد كريم الهاشمي. وكما قال:
هذا الطريق ليس مفروشًا بالورود.
مزاجه يتقلب أسرع من عقارب الساعة، لكني تعلّمت شيئًا واحدًا:
إذا عاملته باحترام، عاملك باحترام. أما إن وقعت في جانبه السيئ... فاستعد للأسوأ.
حتى الآن، لم أتعرض لصراخه – باستثناء مرة واحدة، لم تكن غلطتي أصلًا.
في نهاية الأسبوع عدت إلى عمّان، لكن للأسف لم أتمكن من رؤية سامي؛ كان في رحلة عمل إلى فرنسا.
ما زلت أعيش مع كارتر ونتاشا، وقد أصبحت علاقتنا أكثر دفئًا، لكنني شاهدت شقة مناسبة وحديثة، وأعتقد أنني سأنتقل إليها خلال أسبوعين. لا يصح أن أعتمد عليهم إلى الأبد.
اليوم هو الإثنين... يوم الوجه المتجهم.
نعم، هذا هو الاسم الذي أطلقته سرًا على كريم.
— صباح الخير ميلا! حيّيت موظفة الاستقبال.
— صباح النور لمى. كيف الحال؟
— لا بأس. السيد كريم... ليس سيئًا كما يُقال.
— محظوظة أنتِ، البعض يصفه بالوحش! قالتها وهي تغمز.
— سمعت هذه الأقاويل أيضاً. على كل حال، عليّ الذهاب الآن قبل أن يصل.
— يومك سعيد!
— وأنتِ كذلك.
........................................................
من وجهة نظر كريم
دخلت مكتبي، كعادتي، ووجدت كل شيء منظّم بدقة.
لمى منصور أثبتت نفسها خلال هذا الشهر: مجتهدة، دقيقة، لا تتأخر، وتفهم سريعًا.
لكن مزاجي اليوم في أسوأ حالاته.
نُشر مقال في صحيفة نيويورك تايمز يتهمني بتلاعب مالي، ويصف شركتي بأنها تبيع منتجات تالفة.
لطالما اعتدت على الشائعات، لكن هذه المرة كانت ضربة في صميم أخلاقياتي المهنية.
إن صدّق العملاء هذا، فسمعة ويلسون بأكملها على المحك.
— صباح الخير، أستاذ كريم.
دخلت لمى تحمل قهوتها المعتادة وابتسامة واسعة.
— اتصلي بمدير العلاقات العامة فورًا. وألغي كل الاجتماعات لهذا اليوم. لا أريد أي إزعاج حتى إشعار آخر.
نظرت إليّ باستغراب:
— هل كل شيء على ما يرام؟
— ألا يوجد لديكِ صحيفة في بيتكم؟! صرخت بها دون أن أفكر.
— عفواً؟
دفعتُ الصحيفة إليها بعنف:
— اقرئي العنوان الرئيسي.
قرأته بهدوء، ثم رفعت عينيها إليّ:
— قرأت المقال من قبل، أستاذ كريم.
— وما زلتِ تسألينني إن كنت بخير؟
— أنت شخصية عامة، والناس تكتب ما تشاء. عليك أن تتجاهل أحيانًا.
— أوه! الآن تُعلّمينني؟! أعلم ما يعنيه أن أكون تحت الأضواء. اعتدت على الافتراءات، لكن عندما يتعلق الأمر بأخلاقيات العمل، لن أقبل. نفذي ما قلته، فقط!
نظرت إليّ بنظرة قوية، ثم قالت:
— كما تشاء، أستاذ كريم.
..................................................
من وجهة نظر لمى
أحمق! متغطرس! مزاجي!
كنت فقط أحاول تهدئته، وهو يهاجمني كأنني العدو.
يملك سمعة ممتازة في السوق، والجميع يحترمه. مقال واحد لن يُسقطه!
لكن لمَ يهمّني أساسًا؟ علاقات عامة الشركة ستقول له ما قلته أنا بالضبط.
بعد ثلاث ساعات، خرج مدير العلاقات العامة من مكتبه منهكًا. لا ألومه.
رنّ جرس الاتصال الداخلي.
كريم... بالطبع.
دخلت مكتبه وملامحي محايدة:
— نعم، أستاذ كريم؟
— أحتاج إلى قهوة... من نوع لمى منصور الخاصة.
قالها بابتسامة خفيفة.
ارتسمت على وجهي ابتسامة رغمًا عني.
— حاضر!
استدرت نحو الباب، لكن يدًا أمسكت بيدي بلطف وأعادتني للخلف.
هو... بالتأكيد. لا أحد سوانا هنا.
تجاهلت ارتجاف معدتي وسألته:
— نعم؟
— أنا آسف... على صراخي قبل قليل. لم يكن هناك سبب.
كانت يده لا تزال تمسك بيدي، بإحكام خفيف.
هل هذا طبيعي؟ قلبي يركض كأنني على منصة عرض.
— أنت... تعتذر؟
— نعم. فهل تسامحينني؟
اقترب أكثر. المسافة بيننا لم تعد مسافة عمل.
— نعم... أسامحك.
أبعدته بخفة، لأتنفس.
— كما توقعت، آنسة منصور. والآن... القهوة، من فضلك.
عاد إلى مقعده مبتسمًا.
خرجت من مكتبه دون أن أنطق بكلمة.
وفي الكافيتيريا... وضعت يدي على صدري.
يا الله! كريم يجعلني أرتبك وكأنني مراهقة!
لم أشعر بهذا من قبل... حتى مع كالب.
يا إلهي... كم هو جذاب!