وجهة نظر كريم
لقد قبّلتها.
قبّلت لمى، مساعدتي الشخصية. يا إلهي!
ما الذي دفعني لذلك؟ ربما كانت نظرتها في تلك اللحظة، عندما كنت أودّعها قبل السفر، تحمل شيئًا مختلفًا. خُيّل إليّ أنها كانت خائبة الأمل لعدم ذهابها معي، وربما كنت مخطئًا... لكن بعد تلك القبلة، لا، لم أكن مخطئًا.
صحيح، لم تبادلني القبلة، لكنها لم تبتعد. كانت مصدومة، هذا واضح.
لكنني متأكد أنها شعرت بشيء... ربما استمتعت بها كما فعلت أنا.
لن أتصل بها الآن، سأمنحها بعض الوقت لهضم ما حدث.
...
وصلت إلى أثينا بسلام، متجهًا إلى فيلا العائلة حيث يقضي والداي إجازتهما.
ميليسا وسامي بقيا في نيويورك بسبب المدرسة والجامعة.
المنزل كما توقعت... أنيق وحديث، كعادة أمي التي لا تقبل بأقل من الكمال في التصميم.
أهلاً أمي!
عانقتها من الخلف وهي جالسة في الحديقة بجوار أبي.
كريم! ابني، لقد وصلت!
التفتت نحوي بابتسامة دافئة.
أخبرتك أنني في طريقي، أمي.
أعلم، لكنني لم أرَك منذ مدة طويلة. لا أصدق أنك هنا!
أتعلمين، هناك شخص يُدعى أبي واقف هنا أيضاً. قال أبي متظاهراً بالاستياء.
أبي! كيف يمكن أن أنساك؟ ضحكت وعانقته.
جلسنا نتحدث قليلاً، سألتهم عن الإجازة، وقد بدت أمي كأنها تعيش قصة حب لا تنتهي.
أمي، أخبريني بصراحة، لماذا دعوتني فجأة؟ سألت وأنا أرتشف قهوتي.
في الحقيقة... أردت أن تلتقي بفتاة.
ابتسمت وهي ترمي القنبلة.
أمي! هل تمزحين؟ الطائرة ما تزال في المطار، هل أعود فوراً؟
كريم، فقط عشاء واحد معها، لن تخسر شيئاً.
لا أريد الزواج الآن، ولا أريد مقابلة فتاة لا أحبها!
لكن من يدري؟ قد تكون هذه هي الفتاة التي تبحث عنها.
أبي! أرجوك لا تنضم إلى الفريق!
بدأت أشعر بالضيق من إلحاحهما.
ابني، فقط قابلها. عشاء بسيط، لأجلنا.
تنهدت، كيف يمكنني أن أرفض أمي؟
حسنًا، سأقابلها مرة واحدة فقط.
مرة واحدة تكفي، وبعدها ستطلب لقاءها مئة مرة! قالت أمي بثقة.
...
قبل خروجي للعشاء مع ستيفاني - ابنة صديقة أمي - اتصلت بـ ثيو.
ثيو، اذهب للمكتب وتأكد أن كل شيء يسير جيدًا، لمى هناك وستدير الأمور كالمعتاد. فقط مرّ عليها وطمئنني.
حسنًا، لكنك قلق جدًا عليها، أليس كذلك؟
هناك سبب لذلك.
وما هو؟
قبل مغادرتي... قبّلتها.
ماذاااا؟!
أجل، قبّلتها، لكنها لم تبادلني، وغادرت بعدها مباشرة.
كريم! لا يمكن أن تترك الأمر هكذا. يجب أن تتحدث معها عند عودتك!
سأفعل، إن لم تقم أمي بتزويجي الليلة!
ماذا؟!
سأخرج لعشاء مع ستيفاني، لأجل والدتي فقط.
لا أصدق. لقد قبّلت لمى، والآن تخرج مع أخرى؟
مجرد عشاء مجاملة.
حسنًا، سأذهب للمكتب، وسأطمئن عليها.
لا تلمّح بشيء، مفهوم؟
تمام، وأتمنى لعشائك أن يكون مملًا جدًا.
ضحكت، وداعًا يا ثيو.
.....................................
وجهة نظر لمى
اليوم التالي لرحيل كريم...
ما زالت القبلة تدور في رأسي. لم أخبر أحدًا بها، لا ناتاشا ولا ميا ولا حتى سامي.
كنت أكتب تقرير الاجتماع لإرساله له قبل الظهر، حين قاطعني صوت مألوف.
صباح الخير، لمى.
رفعت رأسي لأجد ثيو واقفًا أمام مكتبي، بابتسامة لطيفة.
صباح النور، ثيو. كيف أساعدك؟
لهجة مساعدة مثالية. يبدو أنك اعتدت على الدور.
تمامًا. ابتسمت.
هل كل شيء على ما يرام؟
نعم، فقط أكتب التقرير. هل سمعت من كريـ... أقصد، كريم؟
نعم، اتصل بي وطلب أن أطمئن على العمل.
لم يظهر عليه أي تعبير يدل على معرفته بما حدث. يبدو أنه لم يخبره.
هل قال شيئًا عني؟ أقصد، هل أوصاني بشيء محدد؟
لا، فقط طلب أن أكون متواجدًا إن احتجتِ شيئًا.
فقط؟ لم يقل شيئًا عني؟!
ربما أبالغ، كانت مجرد قبلة.
لكنه هو من بادر بها... لماذا؟ ولماذا غادر دون أن يقول شيئًا؟ هل نسي؟ هل كانت لحظة عابرة بالنسبة له؟
لكن... أنا لم أنسَ. وما زلت أشعر بأنفاسه على شفتيّ.
هل يجب أن أنسى أنا أيضًا؟